وجهت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية رسالة مفتوحة لعضوات مجالس الظل في الحكم المحلي في مختلف محافظات الوطن تقديرا لجهودهن وعملهن المتواصل والدؤوب خلال فترة جائحة كورونا. أدناه الرسالة كاملة.
نساءنا القياديات والرياديات،
عضوات مجالس الظل على امتداد الوطن الحبيب؛
تحية الوطن وبعد،
تتقدم جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، ممثلة برئيستها الأستاذة فرنسواز داوود وبمديرتها العامة آمال خريشة وهيئتها الإدارية وموظفيها وموظفاتها ومتطوعيها ومتطوعاتها، بجزيل الشّكر والتّقدير لجهودكنّ العظيمة التي بذلتموها في مواجهة جائحة انتشار فايروس كوفيد-19 منذ الخامس من آذار؛ والتي جوبهت بإعلان حالة الطوارئ ومن ثم الحجر المنزلي وفق إجراءات السلطة الوطنية الفلسطينية. الأمر الذي تطلب وما زال يتطلب تلاحم كافة الفئات المجتمعية للقيام بدورها في الحد من نتائج انتشار الفايروس على الصعيد الصحي، والاقتصادي، والنفسي فيما يتعلق بالعنف المبني على النوع الاجتماعي وأيضا فيما يتعلق بتكثيف اجراءات وسياسات الاحتلال القمعية ضد الأرض والإنسان. وعلى رأس هذه الفئات نساؤنا الفلسطينيات الباسلات، اللواتي كن وما زلن مستعدات للبقاء في مقدمة الصفوف لمواجهة هذا الوباء. فقد شكّلت هذه الجهود واجهة للعمل الوطنيّ من جهة، وتعزيزاً لدور النساء القياديّ في مجتمعاتهن المحلية من جهة أخرى؛ بغض النظر عن أي اعتبار سياسي، أو ديني أو مجتمعي. فبمستوى وعيكن العالي الذي عبرتن عنه بالعديد من المبادرات والتكاتف والتآخي، أثبتن أن مجالس الظل المتواجدة في عدد كبير من المواقع في الضفة الغربية وغزة تعدّ شكلاً تنظيمياً مجتمعياً أصيلاً، يعبر عن أهمية وجود النساء في الميدان والمبادرة لسدّ احتياجات فئات المجتمع المختلفة ومساندة العاملين والعاملات في لجان الطوارئ. ففي ظل ضعف حجم وطبيعة مشاركة النساء في هذه اللجان، سواء اللجان المركزية في المحافظات أو المواقعية في المدن والريف والمخيمات، بما في ذلك لجان الإسناد على مستوى الأحياء، وما حمله ذلك من مخاطر تكريس إقصاء النساء عن المشهد الوطني والرسمي، وواقع مشاركة النساء في مواقع صنع القرار. لقد رسخت أعمالكنّ ومبادراتكن قيمة عمل المرأة في كافة الميادين من خلال التواصل مع كل الجهات ذات العلاقة، وتوفير الدعم داخل المنزل وخارجه. ثم العمل على تنفيذ مبادرات جماعية وفردية، ضمن جهود منظمة، عبر هياكل مجالس الظل التي استطاعت أن تستمر في جهودها رغم امتداد حالة الطوارئ والحجر المنزلي. كما واستطاعت في الاستمرار في ملامسة حاجات النساء في مختلف المواقع، وإيصال أصواتهن إلى الجهات ذات العلاقة بما فيه تسهيل وصولهن لتلقي خدمة الإرشاد والاستشارات النفسية والقانونية عبر الهاتف للنساء.
وقد تزامنت هذه المبادرات مع عدة مناسبات منها؛ يوم المرأة العالمي حيث ركزت على حقوق النساء وأهمية التضامن فيما بينهن على المستوى العالمي والمحلي خاصة في ظل انتشار فايروس كوفيد-19. وشملت أيضا زراعة الأشتال في يوم الأرض الفلسطيني؛ وإضاءة الشموع عن أرواح ضحايا فايروس كوفيد -19؛ وإرسال الرسائل والحملات الالكترونية في يوم الأسير الفلسطيني؛ والتأكيد على حقوق العمال في يوم العمال العالمي، والزراعة المنزلية التي ساهمت في توفير الأمن الغذائي للعديد من العائلات. بالإضافة إلى عملكن الدؤوب في تنفيذ مبادرات من خلال كافة الوسائل الممكنة للحرص على التباعد الاجتماعي والالتزام بآليات سبل الحماية والوقاية من الإصابة في الفايروس أو نقل العدوى. كما وأبدعتن في وضع رقابة على السلوكيات الاستغلالية التي تضر في المواطنين، وفي دعم المواطنين/ات المتضررين/ات ورفع معنوياتهم/ن وأهمهم/ن الأطفال، النساء، وكبار السنّ، بما يشمل الرعاية الطبيّة، الغذائية، الترفيه والتعليم. بالإضافة إلى أنكنّ لم تتوقفن أو تهملن أثر الاحتلال الإسرائيلي ومواجهته، وتسليط الضوء على استغلال حقوقكنّ وشعبكنّ بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية. كما وثابرتن في الاجتهاد في عملكن لدعم مجتمعاتكنّ المحلية في كافة مناحي الحياة.
فشكراً جزيلاً، آملين أن نراكنّ في مواقع صنع القرار في الانتخابات القادمة للحكم المحلي للعام 2021 لتدفعن بعجلة التطور والتنمية المستندة على الصمود، والوحدة والمقاومة. ولدفع مزيد من النساء وخاصة من الفئة الشبابية للمشاركة الأوسع في العمل السياسيّ والمجتمعي، وتسطير نجاحاتٍ غير مسبوقة في تحقيق حصول المرأة الفلسطينيّة على كافة حقوق الحماية والمواطنة في فلسطين الحرة.
مع تحيات مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية،
آمال خريشة