عملت النساء في مجالس الظل المختلفة على الانضمام إلى لجان الطوارئ في المواقع التي يسكنّها في القرى والمدن الفلسطينية عقب الإعلان عن حالة الطوارئ من قبل السلطة الفلسطينية في ظل انتشار وباء فايروس كورونا COVID-19. وفي ظل هذه الظروف شاركت النساء في العديد من الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي لتشد من أزر المجتمع وتعمل على دعمه والتخفيف من أثر الجائحة صحياً، ونفسياً، واقتصادياً، واجتماعياً على أفراد المجتمع كافة. ففي محافظة يطا، نفذت عضوات مجالس الظل أنشطة متنوعة في مواقعهن بكل من أم لصفة، وتوانة، وحارة جابر، ويطا.
وفي هذا السياق، شاركت عضوات مجالس ظل أم لصفة ويطا بتحويل مدرسة البخاري الأساسية إلى مركز طوارئ لاستقبال الحالات المصابة وتقديم إرشادات حول الوقاية والحماية من التعرض للإصابة ونقل العدوى؛ كما وقدمت عضوات مجالس ظل أم لصفة وحارة جابر حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا وانضمت 5 سيدات من مجلس ظل حارة جابر إلى لجنة الطوارئ المنعقدة من خلال لجنة إعمار الخليل والهلال الأحمر. أما عن مجلس ظل توانة، فقد شاركت 3 عضوات في تعقيم مرافق القرية والتأكيد على أهمية الالتزام بالحجر الصحي؛ فيما شاركت سيدتان في كل من مجلس ظل أم لصفة ويطا بجمع تبرعات مالية بتنظيم من المجموعة الشبابية التطوعية بالمنطقة وذلك لتقديم طرود غذائية للعائلات منقطعة الدخل، وشراء معدّات طبية، وأجهزة تنفس وتخطيط قلب والتبرع بها لصالح مستفى يطا الحكومي.
من جهة أخرى ساهمت خمسة نساء من مجلس ظل حارة جابر في تقديم طرود غذائية للعائلات منقطعة الدخل إثر الإغلاق والحجر المنزلي؛ كما ساهمت أخريات من مجلس ظل حارة جابر في تقديم طرود صحية تحتوي على مواد تنظيف وتعقيم للوقاية من الإصابة والحدّ من نشر العدوى. وقد شاركت عضوتان من مجالس ظل أم لصفة ويطا بتقديم الدعم للجان الطوارئ المتواجدين على مداخل القرية من خلال توفير وجبات الطعام والشراب. هذا وحضرت عضوات مجلس ظل أم لصفة اجتماع إقليم المتطوعين/ات لبدء العمل ضمن مبادرة توعوية وتوجيهية للمنطقة عملت على بخصيص سيارة تحمل 3 أفراد فقط لتوزيع منشورات إرشادية للالتزام بالحجر المنزلي وآليات وسبل الوقاية والحماية من الإصابة أو نقل العدوى. وقد اعتمدت النساء في مجالس الظل آلية مشاركة المعلومات والإرشادات الواردة من قبل منظمة الصحة العالمية عبر وسائل التواصل الالكتروني من خلال المجموعات الخاصة بكل مجلس ظل وفتح باب النقاش للأسئلة والحرص على تأدية الإرشادات السليمة.
ومن الجدير ذكره أن فكرة تأسيس مجالس الظل بدأت من جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية في عام 1998 من خلال تأسيس لجان داعمة في العديد من المواقع بعد تأجيل الانتخابات المحلية واعتماد السلطة الوطنية الفلسطينية سياسية تعيين المجالس المحلية. جاءت هذه الخطوة لتعزيز دور النساء في الحكم المحلي إثر تعيين 65 إمرأة مقابل ما يزيد عن 3000 رجل في هيئات الحكم المحلي. ويتم العمل مع هذه المجالس لبناء قدرات النساء في المواقع في مجالات وموضوعات متنوعة منها؛ عمل هيئات الحكم المحلي وقوانينها، والنوع الاجتماعي، ومهارات الاتصال والتواصل، وإدارة الحملات الانتخابية. وهدفت هذه اللجان لدى تأسيسها، إلى إعداد قيادات نسوية في مجال الحكم المحلي ودرء النظرة النمطية حول حصر النساء في الفضاء الخاص، والتهيئة للمشاركة في الانتخابات التي نفذت 2004-2005. وقد لعبت هذه اللجان دورا فاعلاً في تشجيع النساء على الترشح والانتخاب في حينه، حتى تم إعادة تسميتها وأصبحت تعرف بمجالس الظل. وتعمل مجالس الظل اليوم على دعم عضوات الهيئات المحلية والمشاركة الفاعلة في الميدان فيما يتعلق بقضايا الحكم المحلي في المدن والقرى والبلدات وتطوير المبادرات وطرحها على المجالس المحلية.